عن مطابع الرباط نيت/ الرباط، صدر للكاتب والصحفي محمد أديب السلاوي كتابا سياسيا جديدا بحجم كتاب الجيب (128 صفحة من القطع الصغير) يحمل عنوان "السياسة وأخواتها" ويتضمن ثلاثة عشرة إضاءة حول الأخوات الشقيقات وغير الشقيقات للكائن السياسي، ويتعلق الأمر بالحزب السياسي/ السلطة/ المواطنة/ الحرية/ الفساد/ الانتهازية/ الإشاعة/ الأمن/ التنوير/ التنمية/ الاستقلال...
في مؤلفه الجديد يتعامل ذ محمد أديب السلاوي مع السياسة، باعتبارها جسما اجتماعيا مترامي الأطراف، يمتد على خارطة متشبعة من المفاهيم الفلسفية واللغوية والسياسية. في نظره، السياسة لم تقم بالمهام الموكولة إليها لوحدها، ولم تشغل الناس فقط بشخصها المخيف والرهيب، إذا كانت وما تزال تقود حركاتها/ حروبها/ بطولاتها/ أحزابها/ حكوماتها، بالاعتماد على أخواتها/ أسرتها الواسعة، خاصة اللواتي يتقاسمن معها مهام القيادة والريادة.../ مهام السلطة والتسلط، وبالتالي مهام الإصلاح والتغيير...
من هذه الزاوية، يرى مؤلف هذا الكتاب، أن التعامل مع مفهوم السياسة/ كجسم اجتماعي، ذو حضور مكثف بحياتنا من المهد إلى اللحد، لابد وأن يخضع لشروطه الموضوعية، وهي في البداية والنهاية، النظر إلى السياسة، لا كمصطلح لغوي محدود في الزمان والمكان، ولكن كفضاء علمي، يمتد على مساحة واسعة من المفاهيم والمصطلحات والرؤى، التي تجعل منه حمولة ثقافية وازنة، ترتبط بالعديد من العلوم الاجتماعية والقانونية والنفسية والسيكولوجية الأخرى.
في فاتحة هذا الكتاب، يؤكد المؤلف محمد أديب السلاوي، أن إيضاءاته التي حاولت/ تحاول الاقتراب من السياسة وأخواتها/ من مفاهيمها، لا تدعي الإحاطة بكل أفراد أسرتها، فما زال هناك بالتأكيد، من أخوات السياسة، ما يحتاج إلى البحث والتنقيب، وهو أمر متروك بطبيعة الحال إلى الباحثين... وخاصة منهم علماء السياسة، ومحترفوها الذين ترابطوا معها ومع إخواتها بهدف أو بأهداف.
في زمن التجاذبات السياسية، التي تعم عالم اليوم في كل قاراته، يكون من المفيد قراءة هذا الكتاب الصغير في حجمه، الكبير في موضوعه، ليس فقط من أجل العلم والإحاطة، ولكن أيضا من أجل الاستمتاع والمؤانسة.